السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم الاقامة في اوروبا من اجل طلب الرزق ؟؟ مع وجود الامن وعدم الملاحقه في البلد الاصل وهل الحديث الذي يقول ( برئة ذمة الله ممن أقام بين اظهر المشركين ) ينطبق على الذين يقيمون في بلاد الغرب ؟؟ كذلك الاية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم : ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ... ) الى اخر الاية .
وجزاكم الله خيرا
الجوابالأصل - بارك الله فيك - هو حرمة الإقامة في بلاد الكفار ، والمسلم لا ينبغي له أن يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير إلا لعذرٍ قاهر يجيز له الرجوع .
ويستثنى من ذلك أن تكون مضطراً إلى سكن مؤقت ، كعلاج لا يتيسر لك في بلاد المسلمين ، أو لدراسة أو لتجارة مباحة .
فإن تعذرت الإقامة في بلاد الإسلام واضطررت إلى الإقامة في بلاد الكفر فلابد من شرطين أساسين :
1- أن تأمن على دينك بحيث يكون عندك من العلم والإيمان ، وقوة العزيمة ما يطمئنك على الثبات على دينك والحذر من الانحراف والزيغ ، وأن تكون مضمراً العداوة للكافرين وبغضهم مبتعدًا عن موالاتهم ومحبتهم ، لإن موالاتهم ومحبتهم مما ينافي الإيمان ، قال الله تعالى : ( لا تجد قومـًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يُوادّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ) ، وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين . فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمرٍ من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ) ، وفي صحيح البخاري ومسلم عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " المرء مع من أحب " .
ومحبة أعداء الله من أخطر الأمور على عقيدة المسلم ، لأن محبتهم تستلزم موافقتهم واتباعهم ، أو على الأقل عدم الإنكار عليهم .
2- أن تتمكن من إظهار دينك ، بحيث تقوم بشعائر الإسلام بدون ممانع ، فلا تمنع من إقامة الصلاة والجمعة والجماعات إن كان معك من يصلي جماعة ومن يقيم الجمعة ، ولا تمنع من الزكاة والصيام والحج وغيرها من شعائر الدين ، فإن كنت لا تتمكن من ذلك لم تجز الإقامة ، لوجوب الهجرة حينئذ .
فإذا توفر هذان الشرطان مع وجود الضرورة وهي تعذر الإقامة في بلد الإسلام جازت الإقامة في بلاد الكفار ، فإن لم يتوفر الشرطان لم تجز الإقامة هناك ، واعلم بأن من ترك شيئا لله عوَّضه الله خيراً منه ، وأن مع العسر يسراً ، وأنه من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ، واعلم بأن رأس مال المسلم هو دينه ، فلا يفرط فيه لأجل دنيا زائلة ، وكما قيل : والدين رأس المال فاستمسك به ... فضياعه من أكبر الخسران
والله أعلم.
المصدر
http://ftawa.ws/fw/thread61580.html